"هناك العديد من أبناء هذا الحي تم تجنيدهم للقتال بسوريا"، هكذا يكشف لنا محمد البوهالي، والد الشاب اسماعيل
البوهالي، الذي استطاع أن يغادر مدينة سلا ويدخل الشهر الماضي للأراضي السورية، عبر تركيا، للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر باللاذقية، مشيرا أن هناك أشخاصا غير معروفين يقومون بتجنيد أبناء المغاربة في الوقت الحالي عبر "غسيل المخ" وإقناعهم بالجهاد ضد "الأعداء" الشيعة ومناصري بشار الأسد.
"لم يكن ابني يحمل فكرا جهاديا قَطّ"..
يروي لنا محمد البوهالي قصة التحاق ابنه، إسماعيل ذي 26 ربيعا وأوّل إخوته الثلاثة، بشكل مفاجئ ومن غير سابق إنذار بالجيش السوري الحر للقتال، "كنت أعيش معه مثل الصديق واكن يخبرني بكل شيء وجديد في حياته.. كنا نصطاد السمك معا وكان هو يتاجر في بيع العصير"، مضيفا أن أفكار اسماعيل لم تكن عدائية أو "جهادية"، "وهو الذي كان يرفض مبدأ الانتحار أو تفجير نفسه في مجتمع مسلم"، يقول محمد، الذي أضاف لهسبريس أن ابنه حافظ للقرآن ويعطي دروسا ومواعظ في الحي الذي كان يبادر سكانه بالنصح والدعوة في الشارع.
"لم يكن لابني أي نشاط في جمعية أو جماعة.. سوى أنه كان يحضر مع "الدعوة التبليغ""، وهي الجماعة التي يقول الوالد إنها معروفة بتوجهها التربوي والدعوي المسالم، إضافة إلى كون علاقته بباقي أبناء الحي كان تتسم بالطيبوبة وحسن الصحبة.
آخر لقاء قبل الذهاب لـ"الجهاد"..
ويحكي محمد، الذي يدافع دموعه كل مرة أثناء الحديث معنا، أن لقاءه الأخير بإسماعيل كان صبيحة الأربعاء 24 أبريل الماضي، "أخبرني أنه جد متعب.. وبادرني بالعناق وفي عينيه دموع البكاء.."، مضيفا "حين خرجنا معا لاصطياد السمك، فاجئني بتقبيل يدي بشكل غير عادي، وكلّمني بعدها عن أحوال الأمة وكيف أنها محتاجة لمن ينصرها"..
صبيحة الخميس 25 أبريل، استيقظ الأب في الصباح الباكر، ليجد باب المنزل مفتوحا وغرفة ابنه خالية من اسماعيل، "أحسستُ بأن هناك أمرا غير عادي"، يقول محمد البوهالي، الذي أخبرنا بأنه انتظر حتى الساعة الثانية بعد الزوال، ليذهب إلى صديق اسماعيل في العمل، الذي أخبره بأن ابنه ذهب في ذلك اليوم رفقة أخيه إلى سوريا من أجل "الجهاد".
أخبرنا محمد أنه اتصل بكل من الخطوط الجوية الملكية والخطوط التركية، ليتأكد فعلا بأن ابنه غادر تراب المغرب من الساعة الثامن والنصف صباحا ليصل إلى اسطنبول على الساعة الثانية عشرة بعد الزوال و20 دقيقة.
بعد 3 أيام، اتصل الابن بالوالد ليخبره بأنه اختار الجهاد في سبيل الله في سوريا من أجل نصرة الأمة، "عندما ينادي داعي الله يا أبي لا نجد له ردا ولا يمكننا مشاورة أي أحد"، مضيفا على لسان ابنه "أنا مقتنع بما أفعله وإن طال العمر فسنلتقي مرة أخرى وإلا فأتمنى أن يكون موعدي الجنة"..
مطالب الأب..
"أطالب فقط بعودة ابني إلى حضني"، هي الجملة التي رددها محمد البوهالي لأكثر من مرة، داعيا السطات المغربية إلى التدخل لمساعدته في مطلبه، "السلطات تعلم بكل من يدخل ويخرج من ترابها.. فلماذا لم تقم بتوقيف ابني"، فيما أكد لنا أن هناك 3 أبناء من أسرة واحدة سافروا أخيرا إلى سوريا بالطريقة ذاتها، "أبحث عن الذي قام بتجنيد ابني لسوريا"، متسائلا في الوقت نفسه "لماذا لا يجند هؤلاء أبناءهم ويذهبوا هم بأنفسهم للجهاد هناك؟".
البوهالي قال لهسبريس إنه يرفض أصلا فكرة التجنيد إلى أي بلد آخر من أجل "الجهاد"، موضحا أن "الجهاد" الحقيقي هو أن يبقى أبناء المغاربة هنا في بلدهم، "لدينا غيرة على هذا البلد.. يجب على الدولة أن تهتم كثيرا بأبناءها وشبابها، وعوض أن تتركهم يغادرون بلدهم للجهاد في بلد آخر لمادا لا تجندهم هنا وتقنعهم بالمرابطة بين الحدود في الصحراء".
0 التعليقات:
إرسال تعليق