الأربعاء، 31 يوليو 2013

ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟

السبع الموبقات بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري 
ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - 

يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم 

الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات 

المؤمنات) أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء، إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد قال تعالى: 

(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ 

مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ 

عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في 

إضلال الناس، والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة، يتعاطى ما يضرهم من 

أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول 

سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ 

عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال ونفث في العقد كما قال 

تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية 

ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي 

أمر المسلمين وأمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله، متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا 

يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى 

أمرائه في الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم، أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة 

عظيمة يقول الله فيها: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قتل 

النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك، من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك، ليس بكافر 

إلا أن يستحل ذلك ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ 

لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) خالداً فيها إن استحل ذلك، وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له نهاية 

أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: 

الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) القتل بالحق زاني محصن يرجم، إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ 

له يقتل، وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو 
قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع: أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ 
الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ 

اللّهِ وَرَسُولِهِ) فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع: ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم 

بالدرهمين، صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل، صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا 

فضل لا يجوز، ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني ما يقبض إلا بعد 

المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا 

النسيئة، يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض، فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار 

إلى أجل هذا ربا نسيئة......أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر. والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون 

البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في هذا 

وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك. 

السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف يوم زحف الكفار على المسلمين أو 

زحف المسلمين على الكفار الذي ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد:(إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا 

تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال، يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف 

أو من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو. السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من أطلق 

بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات، يستحق جلد ثمانين جلدة كما قال تعالى: 

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) قذف المحصنات كبيرة من الكبائر، وهكذا المحصن 

من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء، وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي 

بأربعة شهداء، وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.

الخميس، 18 يوليو 2013

فتاوى رمضانية

أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأداء الأمانة ونصح الأمة وجهاد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وسلم : 

س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟ 
ج 1 - ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ,ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم ,يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة , فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟ فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة , ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع , وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم , يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه , والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح . وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ , بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله , من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 2 - بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان , فما هي صحة صومهم ؟ 
ج 2 - إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب . 
أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان .
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 3 - ما هو السفر المبيح للفطر ؟ 
ج 3 - السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 ) كيلو ونصف تقريبا ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر , ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ,وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 4 - خروج الدم من الصائم هل يفطر ؟ 
ج 4 - النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن , لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطرا ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي , وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 5- ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان ؟ 
ج 5- لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرما يصل إلى المعدة وهو الدخان .
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 6 - هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان ؟ 
ج 6 - نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم ,سواء في رمضان أو في غير رمضان , ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد ,فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم , وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك لكن إذا كان صومه واجبا وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 7 - يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( تسحروا فإن في السحور بركة )). فما المقصود ببركة السحور ؟ 
ج 7- بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية , أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول والاقتداء به وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 8- ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ 
ج 8 - الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه ,وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ومن تاب تاب الله عليه . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س9- المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل ؟ 
ج 9 - إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه , وأما إذا كان مريضا لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء , وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 10 - ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان ؟ 
ج 10 - إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين ,أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وزوجته مثله إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه ؟ 
ج 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا مما يطعم الناس من البُر أو غيره . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه ؟ 
ج12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره .والنائم مرفوع عنه القلم . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]
س13- النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام ؟ 
ج13- نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام ، لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى : (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وهذا الرجل الذي ابتلى هذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله ، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيراً في عشق الصور ، ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلى بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه ، وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى . 
[ الشيخ محمد بن عثيمين]

الأربعاء، 17 يوليو 2013

رمضان ... فرصتك للسعادة في الدنيا والآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم
مَن منا لا يبحث عن السعادة ؟!
وهل هناك إنسان لا يريد أن يكون سعيدا ؟!
كلنا نتفق أن السعادة مطلب كل إنسان في هذا الوجود ...بل إن شئت قلت : هي مطلب كل كائن حي .
وأعظم أنواع السعادة هي السعاده الروحية ... المتمثلة في أعماق النفس البشرية .
وفي رمضان ننعم بتلك السعادة .. لكنها ليست سعادة زائلة ومنقطعة .. بل هي سعادة دائمة وممتدة .
فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "...لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لقي رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " رواه البخاري .
أي سعادة تلك التي تجدها عند فطرك ؟
إنها سعادتك بالطاعة ، و تنفيذك لأمر الله تعالى .
كما أنها فرحتك بما أنعم الله عليك به من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة , وكم من أناس حرمهم الله منه فلم يصوموا !
إنها فرحتك بما أباح الله لك من الطعام والشراب والنكاح الذي كان مُحَرَّما عليك حال الصوم .
وأما سعادتك العظيمة حينما تقدم على ربك جل في علاه ، وتجد جزاء صيامك الذي أعده الله تعالى لك .
تخيل نفسك وأنت مقدم على ربك يوم القيامة ، فرحا بطاعتك بين يديه .
قال العلامة ابن رجب: " أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح ، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما مُنعت منه خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه ، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً فإن كان ذلك محبوباً لله كان محبوباً شرعاً ، والصائم عند فطره كذلك ، فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره فأحب عباده إليه أعجلهم فطراً ، والله وملائكته يصلون على المتسحرين ، فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقرباً إلى الله وطاعة له ويبادر إليها في الليل تقرباً إلى مولاه ، وأكل وشرب وحمد الله فإنه يرجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك، وفي الحديث : "إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها " ، وربما استجيب دعاؤه عند ذلك، وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباً على ذلك.
قال أبو العالية: الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه فكانت حفصة تقول: يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي فالصائم في ليله ونهاره في عبادة ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره فهو في نهاره صائم صابر وفي ليله طاعم شاكر.
وفي الحديث الذي خرجه الترمذي وغيره: " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر " ، ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره ، فإنّ فطره على الوجه المشار إليه من فضله ورحمته فيدخل في قول الله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
وأما فرحه عند لقاء ربه: فبما يجده عند الله من ثواب الصيام مدّخراً فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا) . هذا هو حال من أراد الله له الخير .

أصناف الناس في استقبال رمضان

ويمكن لنا أن نقسم الناس – كما يرى الشيخ عبد الرزاق السيد - في استقبال شهر رمضان ، وتعاملهم معه ومع قدومه إلى أصناف ثلاثة:
صنفان: يفرحان بقدوم هذا الشهر.
وصنف: يغتم بقدوم هذا الشهر.

فالصنف الأول : وهم طائفة المؤمنين ، يفرحون بقدوم رمضان ، ويسرون لمجيئه ، وكأنما هو العيد حل بين أظهرهم بل أعظم من العيد ، ويعتبرونه فرصة تجارة مع الله، وذلك لأسباب عدة :
1. أن الصيام عندهم أمر يسير، وأنفسهم تشتاق بلهف شديد إليه، فهم متعودون أصلاً على الصيام، فطوال العام وهم حلفاء الصيام ، هذا يوم الاثنين والخميس ، وهذه أيام البيض ، وهذا يوم عرفة ويوم عاشوراء ، وهم مع ذلك يحتسبون الأجر العظيم عند الله تعالى.
وقد ذكر أن بعض السلف باع جارية له من أحد الناس ، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات ؛ لاستقبال رمضان –كما يصنع كثير من المسلمين اليوم- فلما رأت الجارية ذلك منهم، قالت: لماذا تصنعون ذلك ؟ قالوا: لاستقبال شهر رمضان !
فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟! والله لقد جئت من عند قوم السَّنة عندهم كأنها كلها رمضان ، لا حاجة لي فيكم ردوني إليهم . ورجعت إلى سيدها الأول.
2. لمعرفتهم أن امتناعهم عن الملذات في الدنيا بالصوم سبب للحصول عليها في الآخرة، ونيلها في جنات النعيم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
3. لعظمة العبادة في قلوبهم، وإدراكهم قيمة الثواب المترتب على الصيام ، مما يجعلهم يتنافسون فيه ويتسابقون عليه، فهم يدركون ويوقنون أن رمضان فيه تُضاعف الأجور، وتزيد الحسنات ، وعلى هذا فلا عجب في فرحهم بقدوم هذا الشهر المبارك، فلقد صار عندهم كالحبيب المفارق حين يعود.
ولذلك قال بعض السلف: صم الدنيا واجعل فطرك الموت. الدنيا كلها شهر صيام، المتقون يصومون فيه عن الشهوات والمحرَّمات، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم .
وقد صُمت عن لذات دهري كلها --- ويوم لِقاكُم ذاك فِطرُ صيامي
فهذا هو الصنف الأول من الناس في استقبال رمضان المبارك .

وأما الصنف الثاني : من يفرح بقدوم رمضان ، ليس بدافع الحرص على العبادة ، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى ، بل بدافع تناول الأطعمة والأشربة التي لا يجدها إلا في رمضان !!
فيجعل من رمضان شهرا للعلف والتزود من الطعام ، بدلا من أن يجعله شهرا للزهد والتزود بالتقوى !
ويجعل من شهر رمضان المبارك شهر نوم طويل ، و ثبات عميق !!

- وأما الصنف الثالث : فهم أناس يغتمون بقدوم هذا الشهر المبارك، وكأنما نزلت عليهم فيه كرب أيوب، وفاجعة أم موسى، حتى حزنوا حزن يعقوب! فهذا الصنف :
- يحزن إذا جاء رمضان ويغتم .
- يفرح إذا ذهب رمضان ويبتهج .
- لا يصوم إلا في رمضان .
- و لا يقوم الليل إلا في رمضان .
ولقد سمعت أحدهم ذات مرة ، عندما كانوا يوقظونه في أول ليلة من رمضان لتناول وجبة السحور – وليس لقيام الليل – إذ به يقول لهم : جاءت أيام القلق والتعب !!
ولو علم هذا المسكين ما في شهر رمضان من الخير والبركات ، لتمنى أن يكون العام كله رمضان .
ففي حديث مرفوع رواه ابن أبي الدنيا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان " .

و مما يروى في ذلك أنه كان للرشيد ابنٌ سفيه، رأى هلال رمضان ذات مرة فقال :
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر --- ولا صمت شهراً بعده آخر الدهر
فلو كان يعديني الإمام بقدره --- على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر

فأصابه عقيب هذا القول صرع ، فكان يصرع في اليوم مرات إلى أن مات ، ولم يبلغ شهراً مثله " [ المنتظم لابن الجوزي ] .

بين الحجاج وأعرابي صائم

خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغداء فقال: اطلبوا من يتغدى معنا ، فطلبوا ، فلم يجدوا إلا أعرابيًّا ، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار:
الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغداء .
الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته .
الحجاج: من هو ؟
الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم .
الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حره ؟!
الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرًا .
الحجاج: أفطر اليوم وصم غدًا .
الأعرابي: أوَ يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد ؟!
الحجاج: ليس ذلك إليَّ ، فعلم ذلك عند الله .
الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل ؟!
الحجاج: إنه طعام طيب .
الأعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية .
الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا .. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة.

جدد حياتك في رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

فما أجمل أن يعيش العبد في هذه الدنيا وهو يحصد الخيرات في مواسم الطاعات ؛ فهذا شهر رمضان بإهلاله تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين , وينبغي على المكلفين من الإنس والجن المبادرة والمسابقة والمسارعة في فعل الطاعات وترك المنكرات , وهذا الموسم المبارك فرصة عظيمة لتجديد الحياة بالإيمان والتماس رضى الرحمن – جل جلاله – والتقرب إليه بالطاعات ومن أعظمها بعد أداء الفرائض الحرص التام على قراءة القرآن العظيم بالتدبر وتحريك القلوب عند قراءته وسماعه , وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين - إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى الأشعري يقولون : (يا أبا موسى اقرأ علينا) فيقرأ وهم يستمعون , وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اقرأ عليَّ) . فقلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟! قال: (نعم , إني أحب أن أسمعه من غيري) ، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) ، قال: (حسبك الآن) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. 
والأفضل لمن أراد أن ينتفع بتلاوته لكتاب الله – عز وجل - أن يختار وقتاً يجمع فيه قوة القلب والهمة على التدبر والتفكر وفهم مراد الله – تبارك وتعالى – بالآيات ومن بعد ذلك يتعظ وينتفع وتتغير مجريات الحياة للأفضل.
وقد سطَّر العلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى - كلاماً نفيساً في كتابه الفوائد عندما قال : (تأمل خطاب القرآن ؛ تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله , أزِمَّة الأمور كلها بيده ومصدرها منه ومرادها إليه , مستوياً على سرير ملكه , لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته , عالماً بما في نفوس عبيده , مطلعاً على أسرارهم وعلانيتهم , منفرداً بتدبير المملكة , يسمع ويرى , ويعطي ويمنع , ويثيب ويعاقب , ويكرم ويهين , ويخلق ويرزق , ويميت ويحيي , ويقدر ويقضي ويدبر , الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة إليه , لا تتحرك ذرة إلا بإذنه , ولا تسقط ورقة إلا بعلمه . فتأمل كيف تجده يثني على نفسه , ويمجد نفسه , ويحمد نفسه , وينصح عباده , ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم , ويرغبهم فيه , ويحذرهم مما فيه هلاكهم , ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته , ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه ؛ فيذكرهم بنعمه عليهم , ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها , ويحذرهم من نقمه , ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه , وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه , ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه , وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء , ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم , ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم , ويضرب الأمثال , وينوع الأدلة والبراهين , ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة , ويصدق الصادق , ويكذب الكاذب , ويقول الحق , ويهدي السبيل , ويدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها , ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها وآلامها , ويذكر عباده فقرهم إليه وشدة حاجتهم إليه من كل وجه , وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين , ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات , وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه , وكل ما سواه فقير إليه بنفسه , وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته , ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته. ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب , وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم , وغافر زلاتهم , ومقيم أعذارهم , ومصلح فاسدهم , والدافع عنهم , والمحامي عنهم , والناصر لهم , والكفيل بمصالحهم , والمنجي لهم من كل كرب , والموفي لهم بوعده , وأنه وليهم الذي لا ولي لهم سواه ؛ فهو مولاهم الحق , ونصيرهم على عدوهم ؛ فنعم المولى ونعم النصير . فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه ؛ فكيف لا تحبه , وتنافس في القرب منه , وتنفق أنفاسها في التودد إليه , ويكون أحب إليها من كل ما سواه , ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟! وكيف لا تلهج بذكره , ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ؛ بحيث إن فقدت ذلك ؛ فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها؟!).

نصائح رمضانية

1- احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك.
2- احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
3- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها.
4- اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه.
5- اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر.
6- إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل .
7- عود لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا.
8- عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله.
9- انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك.
10- اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي.
11- سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك.
12- احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره.
13- اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل.
14- إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية.
15- اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير .
16- احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة.
17- ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين.
18- إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق.
19- احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك.
20- لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات.
21- قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة.
22- اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى.
23- احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
24- اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر.
25- تذكر وأنت فرح مسرور بيوم العيد إخوانك اليتامى والثكالى والمعدمين واعلم أن من فضلك عليهم قادر على أن يبدل هذا الحال فسارع إلى شكر النعم ومواساتهم.
26- احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه.
27- اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف.
28- يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة.
29- اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط.
30- حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها :
المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. 

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

مبطلات الصيام في رمضان

لكل عبادة من العبادات الشرعية شروط وأركان، لا تصح إلا بها، وعلى الجانب الآخر، هناك مفسدات ومبطلات، إذا طرأت على

العبادة أفسدتها، فيُحرم العبد بذلك أجرها وثوابها.

إن مفسدات الصوم ومبطلاته، التي ينبغي أن يتجنبها الصائم، سبعة أنواع، إذا وقع الصائم في إحداها، أصبح صومه مردودًا عليه، ولا ثواب له؛ لأنه أتى بواحدة من مبطلات الصيام، وهذه المبطلات السبعة هي: 

الأحد، 14 يوليو 2013

نفحات الرحمن في شهر رمضان

ألم تزل تترد في الأذهان، صورتك الجميلة، وأنت تقبل على كتاب ربك لتبدأ به يومك، فكأني بك، وقد أخذت زاوية في المسجد تتغنى بآي الكتاب، تقف عند عجائبه، وتلتقط من درره، وتقطف من ثماره، ترجو عفو ربك، وترنو إلى رحمته، فأبشر ثم أبشر بقول نبيك صلى الله عليه وسلم، كما روى الترمذي وصححه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: 
((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) وما إن تختم حتى تعاود البدء من جديد، لا تكل ولا تمل، بل تأنس وتسعد، وكيف لا تسعد ونبيك عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث أبي أمامة الباهلي الذي أخرجه مسلم: ((اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)).

لقد رأيناك، فرأينا حرصك الشديد على أداء الصلوات مع جماعة المسلمين في بيوت الله، أول الحاضرين وآخر المنصرفين، تصلي صلاة الخاشعين المتقين.

وعند المغيب إخبات وانكسار، ودعاء وخضوع، لم يزل الخيال يحمل ذلك المنظر الزاهي، يعبر عن لوحة من الصدق في اللجأ، والإخلاص في العبودية، وأنت ترفع أكف الضراعة إلى ربك ومولاك، ومائدتك أمامك قبيل الأذان، تسأله العفو والصفح، وأنت تردد: اللهم لا تجعل حظي من صيامي الجوع والعطش.


أما الليل، فما أدراك ما الليل؟! حين يرخي سدوله، تقبل بصفاء نفس، ونقاء قلب، لتصف الأقدام خلف الإمام، تصلي وتحيي الليل، تسمع القرآن فتطرب لسماعه، ما تمر بوعد إلا سألت، ولا وعيد إلا استعذت، ولا ثناء إلا أثنيت وسبّحت، لم تضجر ولم تسأم من طول قيام الإمام وقراءته، بل كنت ترجو المزيد، فلك التهنئة والتبشير، كما في المتفق عليه: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))ومع هذا كله كنت لا تملك عينيك وأنت تسمع الآية أو الدعاء، فتسارع الدمعات على صفحات وجهك الطاهر، فلله درك يوم أن تفوز بظل الله حين يكثر العرق، ويعظم الزحام، وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق، فتدخل في تلك الزمرة الطيبة: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وذكر منهم: ((ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه))

وحين أَزِف الشهر على الرحيل، ودخلت عشره الخاتمة، خرجت في أعظم الأوقات، في الوقت الذي ينزل فيه الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، فينادي وهو الغني عن طاعتك وعبادتك: ((هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟))

تخرج والظلام الدامس يغطي ربوع الكون، في وقت هدأت فيه الأصوات، وخلد البطالون المحرومون إلى الراحة والنوم، فلا يسمع لهم إلا الغطيط، خرجت أنت تقرع بقدميك الطاهرتين الأرض، تحثُّ المسير إلى بيت من بيوت الله، قد هجرت الفراش الوثير، ولذيذ المنام، في هذا الجو البارد، وأنت تطرد الكرى ما استطعت، لتصلي مع جموع المتقين، فهنيئاً لك قول ربك ومولاك:[ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً] [السجدة:16].

فليت شعري ما أبهاها من صورة، والإمام يرتل القرآن يسمعه الدنا، والمسلمون خلفه يستمعون بالقلوب والأسماع! فلله ما أعظم هذا الجمع وما أسعده يوم يباهي بهم ربهم ملائكته! في هذه اللحظات كم من غارق في شهوته، ولاهث وراء ملذته، كم من الناس سكارى وما هم بسكارى، يلهثون وراء الدنيا والدينار والدرهم.

إنك توافقني بلا تردد، أنك شعرت وتشعر بشيء غريب، لم تكن تشعر به من قبل، راحة وإيمان، أنس وطمأنينة، نعيم وسرور، قلب خاشع، ونفس منكسرة خاضعة، عيون دامعة، وألسن ذاكرة، جوارح مخبتة متذللة.

إنها السعادة التي يبحث عنها الكثير، الكثير من الناس، الغني والفقير، الكبير والصغير، الشريف والحقير، العظيم والذليل، الكل يبحث عنها، يرجوها، ينشدها.

السعادة، التي قال عنها أحدهم: إنه ليمر بالقلب ساعات أقول: إن كان أهل الجنة على مثل ما أنا فيه، إنهم لفي نعيم عظيم.


تلك هي السعادة التي كنا نبحث عنها منذ زمن بعيد، تلك هي جنة الدنيا، قطفت من ثمارها شيئاً يسيراً، ولاحت لك أنهارها وأطيارها، فعجبت من جمالها.فإليك رسالة تخترق التأريخ، وتشق عباب بحور السنين، رسالة يبعثها سلف الأمة إليك ـ يا ابن الأمة ـ تقول حروفها: (إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة).

[ قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ] [الأنعام:162]، [ وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ] [الحجر:99].[وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـٰثًا ][النحل:92].وفي حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه: ((وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه))وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل))

فهل نعي ـ يا أمة الإسلام ـ الدرس الحقيقي من شهر الصيام، وأنه مثال مصغر لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، فليكن منطلقاً لتحقيقها في جميع الأزمان والأحوال.

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

آلام المفاصل(فوائد الصيام)

آلام المفاصل مرض يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، ويرافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب بالأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين، والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجا لهذا المرض حتى الآن، ولكن ثبت بالتجارب العلمية في بلاد روسيا أنه يمكن للصيام أن يكون علاجا حاسما لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماما من النفايات والمواد السامة، وذلك بصيام متتابع لا تقل مدته عن ثلاثة أسابيع، وفي هذه الحالة فإن الجراثيم التي تسبب هذا المرض تكون جزءا مما يتخلص منه الجسم أثناء الصيام، وقد أجريت التجارب على مجموعة من المرضى وأثبتت النتائج نجاحا مبهرا.
*
يقول " سليمان روجرز" من نيويورك :
  " لقد كنت مصابا منذ ثلاث سنوات بحالة شديدة من التهابات المفاصل، ومع أنه كـان التهابا غير مزمن، إلا أنه كان كافيا لإعاقتي عن السير الطويل والجري، ولم أكن أستطيع الجلوس أكثر من نصف ساعة دون أن أشعر بتيبس تام في سيقاني."
  " لقد حاولت العلاج بطرق مختلفة باءت كلها بالفشل، ثم شاءت إرادة الله أن أتعرف على صديق زنجي عرفني طريق المسجد ودعاني إلى الإسلام، وكنا أيامها في رمضان المبارك، أعجبت جدا بفكرة الصيام ذاتها ولكني تمهلت في قرار تحولي للدين الإسلامي رغم اقتناعي أنه الأقرب إلى قلبي، بما يحويه من مبادئ سامية وعادلة ترفض الاضطهاد والتفرقة، وهما من أخطر المشكلات التي نعانيها يوميا في حياتنا في نيويورك"
  " لقد باشرت الصيام قبل أن أسلم، وكنت أعتمد على تناول الخضراوات الطازجة شديدة الخضرة، والفواكه، والتمر فقط في وقت الإفطار، ولا آكل بعد هذا إلا وجبة رئيسيـة عند السحور، والآن أنا أستطيع أن أجري والحمد لله بسرعة كبيرة، وذهبت كل آلامي بعد طول معاناة، وقد كانت الطريقة الوحيدة التي وجدتها تصلح كشكر لله على نعمته علي أن أدخل الإسلام بعد اقتناع تام."
ويختم "سليمان" كلامه قائلا:
  "إن الصيام له فضل كبير جدا علىّ، ولو ترون كيف أستقبل شهر رمضان الكريم كل عام لقلتم هذا صبي متفائل وحبور وليس رجلا تعدي الخامسة والأربعين."  

جلطة القلب والمخ(فوائد الصيام)

أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية - وأغلبهم غير مسلمين- أن الصوم  ينقص من الدهون في الجسم فإنه بالتالي يؤدي إلى نقص مادة   "الكوليسترول" فيه، وما أدراك "ماالكوليسترول" ؟؟ إنها المادة التي تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ.
لا نندهش إذن عندما نستمع إلى قول الحق سبحانه وتعالى [ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ] فكم من آلاف من البشر جنت عليهم شهيتهم المتوثبة دائما إلى الطعام والشراب دون علم و لا إرادة، ولو أنهم اتبعوا منهاج الله وسنة النبي محمد بعدم الإسراف في الأكل والشرب ، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر لعرفوا لآلامهم وأمراضهم نهايـة، ولتخففت أبدانهم من عشرات الكيلوجرامات.  

الأمراض الجلدية(فوائد الصيام)

إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على:
 - زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية
 - التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في الجسم مثل مرض الصدفية.
 - تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.
 - مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة .
*
تقول السيدة "إلهام حسين" وهي ربة بيت مصرية:
  " عندما كنت في العاشرة من عمري أصبت بحالة حادة من مرض الصدفية، ذلك المرض الذي يظهر على شكل بقع حمراء تكسوها طبقة قشرية، ولم يكن لدي أي أمل أيامها في الشفاء، بعد أن قال عدد من أشهر أطباء الأمراض الجلدية في مصر لوالدي: يجب أن تتعودوا على هذا وأن تتعايشوا وتتعايش ابنتكم مع الصدفية، فهي ضيف ثقيل وطويل الإقامة "
  " وبحلول العقد الثاني من عمري، وباقترابي من سن الزواج، أصبحت أعاني من حالة اكتئاب وعزلة عن المجتمع، وضيق في الصدر لا يطاق، واقترح علي أخيرا أحد أصدقاء أبي المتدينين الصيام، وقال لي: جربي يا ابنتي أن تصومي يوما وتفطري يوما، فقد عالج الصيام أمراضا عند زوجتي لم يعرف الأطباء لها علاجا، ولكن اعلمي أن الشافي هو الله وأن أسباب الشفاء كلها بيده، فاسأليه أولا الشفاء من مرضك ثم صومي بعد ذلك"
  " وفعلا بدأت الصيام، فقد كنت أبحث عن أي أمل يخرجني من الجحيم الذي يحيط بي، وتعودت مع الوقت على الإفطار على خضروات وفاكهة فقط ثم بعد ثلاث ساعات آكل وجبتي الأساسية وأفطر في اليوم التالي وهكذا. وكانت المفاجأة المذهلة للجميع أن المرض بـدأ في التراجع بعد شهرين من بدأ الصيام. لم أصدق نفسي وأنا أبدو طبيعية وأرى أثر المرض يتلاشى يوما بعد يوم حتى كأني في النهاية لم يصب جلدي بذلك المرض في حياتي أبدا "  

يحمي من السكر(الصيام)

الصيام
فعلا هو خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، وعلى هذا فإن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيرا يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر. وقد أقيمـت دور للعلاج في شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات وتقل عن عشرين كل حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جدا، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى السكر ودون أية عقاقير كيميائية.  

وقاية من الأورام

يقوم الصيام مقام مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية لجسمه لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها، وكذلك يكون الصيام وقاية للجسم من كثيـر من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها.  

فوائد الصيام الصحية

فوائده الصحية
يقول تعالى في كتابه الكريم [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ] (البقرة 183) ويقول جل وعلا [ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] (البقرة 184)
فهل اكتشف العلم الحديث السر في قوله تعالى [ وأن تصوموا خير لكم ]؟؟؟ إن الطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها، فإنه وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.
وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة " قلت: يا رسول مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني " صوموا تصحوا " والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام - والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار - هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرا كاملا في السنة ويسن لهم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر كما جاء في سنة النبي صـلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه: "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه [ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ]، اليوم بعشرة أيام"
*
يقول " توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة:
  " إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعرت أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة "
  " لقد صمت إلى الآن مرات عديدة، لفترات تتراوح بين يوم واحد وستة أيام، وكان الدافع في البداية هو الرغبة في تطهير جسدي من آثار الطعام، غير أنني أصوم الآن رغبة في تطهير نفسي من كل ما علق بها خلال حياتي، وخاصة بعد أن طفت حـول العالم لعدة شهور، ورأيت الظلم الرهيب الذي يحيا فيه كثيرون من البشر، إنني أشعر أنني مسئول بشكل أو بآخر عما يحدث لهؤلاء ولذا فأنا أصوم تكفيرا عن هذا"
  " إنني عندما أصوم يختفي شوقي تماما إلى الطعام، ويشعر جسمي براحة كبيرة، وأشعر بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسي عن أمور علقت بها مثل الخوف والارتباك والشعور بالملل. كل هذا لا أجد له أثرا مع الصيام، إنني أشعر بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام، ولعل كل ما قلته هو السبب الذي جعل المسلمين وكما رأيتهم في تركيا وسـوريا والقدس يحتفلون بصيامهم لمدة شهر في السنة احتفالا جذابا روحانيا لم أجد له مثيلا في أي مكان آخر في العالم "  

الأحد، 7 يوليو 2013

مطماطة مدينة تونسية تقع تحت الارض

مطماطة مدينة تونسية تقع تحت الارض
عند الوصول اليها لا تواجهك إلا التلال الجرداء التي تشبه تضاريس وجه القمر
لا أثر للحياة, ثم نكتشف أن كل شيء موجود في حفر غائرة تحت الأرض
قرية كاملة تعيش في باطن الصخور الرملية, كل حفرة أو منزل مكون من
باحة منزل رئيسية تزينها الرسوم, وتتفرع منها حفر أخرى هي بقية 
غرف المنزل نهبط على منحدر ضيق يقودنا إلى باب المنزل, أو بالأحرى
الى الحفرة.

تعود أهالي القرية على فضول الغرباء وأصبح هذا مصدر رزق لهم, معظمهم
غادر هذه الحفر ولجأ إلى بيوت الإسمنت في مطماطة الجديدة, ولكن مازال 
هناك حوالي خمسمائة منهم تحت الأرض, يتحملون غزوات السياح اليومية
وقوفهم عند حافة الحفر, وهم يصورون دقائق حياتهم 
و( مطماطة ) قبيلة بربرية قديمة لم تستطع أن تقاوم جحافل بني هلال
ولم تستطع التأقلم معهم, هاجر أهلها إلى هذه المنطقة الوعرة وحفروا بيوتهم
في باطنها حتى لا يراهم أحد وحتى يتأقلموا مع المناخ فباطن هذه الحفر كان دوما 
رطبا في الصيف ودافئا في الشتاء ومن المؤكد أنه كان رحيما بهم أكثر من الآخرين
وقد اكتسبت (مطماطة) شهرتها العالمية من خلال فيلم (حرب النجوم)الذي صور في
بيوتها الغريبة عام 1970 
وبدأت بيوتها على الشاشة مثل أصداء كوكب خيالي لم يوجد أبدا
وأترككم مع بعض الصور الغريبة للمدينة مطماطة
 
 
 
 
 
 

أكثر الخرافات إنتشاراً في العالم

 إليكم قائمة الخرافات الأكثر انتشاراً في العالم:



 الحريش Unicorn

هو كائن خرافي يشبه الحصان. لونه أبيض ولديه قرن:
وروى كثير من المشاهير القدماء أنهم شاهدوه ومنهم ليوناردو دافنشي وميسولوجاس وبليني، وانتشر هذا الحيوان في حضارات كثيرة بأسماء مختلفة.
فعند الإنجليز يسمونه اليونيكورن والعرب سموه الحريش، وفي الكونغو سموه آبادا وفي اسكتلندا اسمه بياست نا سروجينج، وفي الهند وشمال افريقيا كركدن إلى جانب إنه أحد أسماء الخرتيت في لغتنا العربية.
وفي التبت كير وفي اليابان كير وفي بلاد الفرس كوريسك وفي الصين سموه كاي لين وفي جنوب افريقيا ندزودزو!!

 الجاثوم Incubus

الخرافة هي أن الشخص يستيقظ من نومه ليجد نفسه مشلولاً لا يستطيع الحركة ويشعر بسرعة نبضات القلب وبضيق تنفس!!
قال العرب قديماً أنه جني يريد قتل هذا الشخص فيقوم بخنقه، وفي التراث الكنسي الغربي أن الجاثوم كان ملاكاً طرد من الجنة بسبب شهوته الزائدة وهو يأتي للنائم ليعتدي عليه!!
وتفسير هذا الأمر طبياً أن العين تستيقظ والجسم لا زال نائماً فيحدث هذا الشعور للحظات ونادراً عدة دقائق ثم يزول.

 طائر النار Phoinx (العنقاء)

يمتاز هذا الطائر بالجمال والقوة وسمي بالعنقاء لطول عنقه. قيل إذا مضت 1000 سنة يموت ويخرج من رماده عنقاء آخر!!
وقال كثير من المشاهير القدماء أنهم رأوه!

 الزومبي Zombie

جثث خرجت من قبورها لترعب الناس وتعيش في الأماكن المهجورة!!.. القصة كلها خرافية ولم يتم مشاهدة أي منهم، لكن ذاع صيتها وأنتشرت بكثرة في ألعاب الفيديو .

 الغول

غول كلمة رائجة في المجتمع العربي لوصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية لشيء مفترس، وعادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف، وفي العادة اعتادت الأمهات أن يخفن به الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين…الآن سيظهر الغول إذا لم تنام.

 الحصان المجنح Pegasus

أول أسطورة هي الحصان المجنح والمعروف بإسم بيجاسوس. قيل أنها أسطورة يونانية قديمة ولكنها مذكورة في القرآن الكريم:  ”إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ {31}” سورة ص.
وفسر العلماء الصافنات الجياد بأنها خيول لها أجنحة وهي من جنود الله التي وهبها الله لنبيه سليمان عليه السلام، ومن جنس الصافنات الجياد البراق الذي أتى به جبريل للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دابة فوق الحمار ودون البغل، وأتت أساطير كثيرة مشابهه لها مثل الجريفن الأسطوري (أسد مجنح) والهايبوجريف (حصان مجنح برأس نسر) والثور المجنح .

 دراكولا Dracula

دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيسو الملقب بـ دراكولا وتعني ابن الشيطان!!
من مواليد مدينة سيغيوشوارا وكان موصوفاً بتعامله الوحشي مع المسؤولين الفاسدين واللصوص وخصوصاً المحتالين، حتى إنه عندما أراد القضاء على الفقر جمع خمسة آلاف من الفقراء وقتلهم للقضاء على الفقر!
وهو الذي ابتدع الخازوق والخازوق هذا ـ والعياذ بالله ! ـ عبارة عن رمح يدق في الضحية حتى يخرج من عنقه وهي الطريقة التي اشتهر بها وقد قتل بها أكثر من أربعين ألفاً من البشر آنذاك!!
كما ذكر سابقا فإن مصاصي الدماء هي مجرد رواية للكاتب برام ستوكر، ولكن سبب ارتباطها في دراكولا هو عشقة للقتل فيكفي قلعته التي كانت تبث الخوف لدرجة أن السلطان التركي ذكر أن دراكولا كان يقتل
الناس بطريقة الخوازيق ويضعهم في الطريق لقلعته.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م