الاثنين، 25 مارس 2013

الحضارة الإسلامية


الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المؤرخ العالمي جيبون في حديثه عن قصة البشارة المؤكدة لمجيء محمد بن عبد الله رسول الإسلام في التوراة والإنجيل من أن ثمة نبيا سيأتي كما تقول البشارة المقدسة التي عرفت بوعد الروح القدس ففرح بها موسى وعيسى وهذه البشارة كما يقول قد تحققت في شخص محمد نبي الإسلام وأعظم الرسل وخاتم أتى بالإسلام كدعوة عالمية لكل البشر لهذا كان المسلمون الأوائل منذ أيام حياة محمد ينشرونه ويحملون لواءه ففي حياته كانت محاولات نشره في تخوم الإمبراطرية البيزنطية بإقليم الشام عن طريق الدعاة بين القبائل العربية المتاخمة لبلاد الشام وبعد عشر سنوات من وفاة محمد بن عبد الله فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلائف الراشدة والأموية والعباسية و لقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق والفسطاط بمصر وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب للكوفة بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان بن عفان وأدت لإستشهاده وبعد إستشهاد سيدنا علي بن ابي طالب تأسست الدولة الأموية بدمشق وحكمت حوالي قرن وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات هناك وكان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح القسطنطينية عام 717 وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا وكان أول نزول لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا أسبانيا والبرتغال فكان أول إنتصار للمسلمين هناك عام 711 في معركة وادي البرباط لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا بفرنسا وايطاليا وسويسرا وخضعت روما للحكم الإسلامي فعلا منذ عام 809 ولولا أن البابا ليو الثاني قد أقر بدفع الجزية وبإنتظام لمدة عشرين عاما لأصبح الآذان يرتفع من فوق أبراج الفاتيكان الآن فلقد بلغ الفتح الإسلامي برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك مما جعله مع البحر الأبيض المتوسط بحيرتين إسلاميتين تموج فيهما الأساطيل الإسلامية وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي.وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون وكانت أكبر مدينة في أوروبا وحكمواالأندلس زهاء قرنين وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492 علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيلا و عندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها حيث إنتصر الفرنجة على عبد الرحمن الغافقي عام 732 عندما إستشهد بها في معركة بلاط الشهداء ويعلق المؤرخ الشهير جيبون على معركة بواتييه قائلا لو كان العرب قد إنتصروا في بواتييه لأصبحت المساجد في باريس ولندن بدلا من الكاتدرائيات حاليا ولكان القرآن يتلي في جامعة إكسفورد وبقية الجامعات هناك ويعلق ديورانت عليها قائلا لو إنتصر العرب في هذه المعركة الكبرى لأصبحت أوروبا الآن جزءا من العالم الإسلامي لكنهم رغم هذه الهزيمة واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا أطلقوا عليه البر الطويل حتي بلغوا في فتوحاتهم سويسرا وأقاموا هناك ممالك إسلامية وحرروا الشعوب من العبودية والإقطاع وظلوا قرنين يحكمون هذه المناطق ولم يوقف الزحف الإسلامي بأوربا سوي جبال الألب ولو إستطاع الفاتحون تخطيتها لعم الإسلام شمال أوربا وللتاريخ كانت الخلافة العباسية ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة وهذا سبب ثان لتوقف الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا وما بين سنتي 910 و1171 كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في مصروالشام وكانت الحملات الصليبية علي الشام وفلسطين ومصر والإستيلاء علي القدس وفي عام1187 استعاد صلاح الدين بيت المقدس من الصليبيين.وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين لكنهم أسلموا عند عودتهم فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم وكان تيمورلنك حفيد هولاكو قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام 1401 وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا و كان السقوط الأخير للقسطنطينية 1453 عاصمةالإمبراطورية البيزنطية الروم وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني وأطلق عليها إسلام بول بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي جامع أيا صوفيا وهذا الإنتصار كان بداية الرد الإسلامي علي البابوية بالفاتيكان في أعقاب الحملات الصليبية التي شنتهاعلي فلسطين والشام و داهمت فيها المشرق العربي وذبحت أكثر من مليون مسلم و نصراني في فلسطين وبيت المقدس وكان الفتح العثماني ردا علي الحرب الإستردادية بالأندلس حيث كان التنصير القسري للمسلمين وإحراقهم هناك فبينما كان الهلال ينحسر من الأندلس بغرب أوربا كان يزحف لأول مرة في التاريخ فوق شرق أوربا عندما إجتاحه العثمانيون بما فيه رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك واليونان والمجر حتى بلغوا أبواب فيينا بالنمسا وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي الكاسح ولولا توقف العثمانيين عند أبواب فيينا بمؤامرة من الدولة الصفوية بإيران لأصبح الآذان يؤذن من فوق أبراج كاتدرائية القديس بطرس كما يقول المعلقون ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم.والإسلام دخل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا عن طريق التجار والقوافل التجارية العربية عبر آسيا الوسطى وشمال وشرق ووسط وجنوب وغرب أفريقيا عن طريق الطرق الصوفية في أواسط آسيا وجنوب الصين وإندونيسيا وأفريقيا وعن طريق الرحلات البحرية التجارية دخل الإسلام الصين وسيلان وبروناي وجزر الفلبين وإندونيسيا وماليزيا ومدغشقر وزنجبار وللتاريخ كان إحتلال العثمانيين للشام ومصر والعراق والحجاز وليبيا واليمن وتونس لحماية هذه الكيانات الإسلامية السنية من الأخطار التي كانت محدقة ومتربصة بها فسواحل مصر والشام وشمال أفريقيا كانت مهددة بالأساطيل الفرنسية والأسبانية التي أتت تغير عليها كما أرادت السلطنة العثمانية حماية الشام ومصر من خطر البرتغاليين المسيحيين بالبحر الأحمر والخليج العربي وكانت إثيوبيا تعاون البرتغاليين لهذا السبب و قد نزلوا عام 1496 جدة بالحجاز لينهبوا الأماكن المقدسة بمكة والمدينة وينقلوا رفات الرسول للبرتغال لتكون زيارة قبره صلى الله عليه وسلم نظير إتاوات مما دفع المصريين أن يهاجموا الأسطول البرتغالي في معركة ديو الشهيرة قرب سواحل غرب شبه القارة الهندية وكانت السلطنة المملوكية بمصر والشام تتآمر ضد السلطان سليم مع الدولة الصفوية الشيعية بفارس مما جعل سليم الأول يتحرك وينسحب بجيوشه من النمسا لإنقاذ هذه الكتلة السنية بما فيها مصر والشام والحجاز من الخطر الشيعي الصفوي بإيران والبرتغالي بالبحر الأحمر والمحيط الهندي ولم يتعاون السلطان الغوري بمصر معه لإنقاذ المسلمين السنة من مذابح الصفويين في فارس والقوقاز وأذربيجان فأسقط حكم الصفويين واستولى على العاصمة تبريز ولو كان الغوري قد أظهر مرونة لما إحتل سليم مصر ولا الشام ولا أسقط سلطنته المملوكية عام 1517 فالإسلام حكم الأندلس 7 قرون وحكم الهند 10 قرون حتي مجيء الإستعمار البريطاني وفي ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر ودلهي وقرطلة وغيرها كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية وفي القارة الأفريقية نجد أن 85% من سكانها مسلمون وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا خمس سكان أهل الأرض

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م