دجاجة النظام السوري عبرت الحدود وباضت أمس شرارة "فتنوية" اشتعل على أثرها اقتتال سني- شيعي في شارع إدجوار رود،
المعروف بحي العرب المجاور في العاصمة البريطانية لحديقة "هايد بارك" الشهيرة، فحدث احتقان تلاه تلاسن واقتتال بين أبناء الطائفتين على مرأى من "العربية.نت" وكاميرات بعض أصحاب المطاعم والمحلات في "إدجوار رود" القريب أيضا من شارع "أوكسفورد ستريت" التجاري السياحي.
كل شيء بدأ بعد صلاة الجمعة بمظاهرة مؤيدة للثورة على النظام السوري نظمها مهاجرون معظمهم باكستانيون، وعددهم كان أكثر من 400 مشارك، ممن حملوا يافطات وأطلقوا شعارات ضد الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، وأهمهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، شاملين بهتافاتهم إيران ورئيسها وقادتها.
ما إن وصلوا إلى "إدجوار رود" المكتظ بأكثر من 50 مطعما لبنانيا ومحلات سمانة وصرافة وإلكترونيات وصيدليات وما شابه، حتى بدأ التلاسن بينهم وبين بعض العاملين والمقيمين في الشارع ومتفرعاته، وفجأة اشتعل فتيل الفتنة وبدأ التقاتل أمام مدخل أحد المطاعم اللبنانية، بحسب ما يبدو من الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" والتقطه أحد المارين في الشارع.
"كان أعنف ما رأيته في هذه البلاد"
عامل في "إدجوار رود" كان على بعد أمتار مما حدث، وطلب من "العربية.نت" عدم ذكر اسمه، أكد ما قاله آخر أيضا، وهو أن التلاسن "بدأ بشتم أحدهم لطائفة الآخر، فرد الآخر وشتم طائفته ورموزها التاريخيين والحاليين، ثم دخل أكثر من 40 متظاهرا في عراك مع الآخرين، وصل إلى زوايا الشوارع المتفرعة، وكان أعنف ما رأيته في هذه البلاد" على حد تعبيره.
دقائق مرت وحضرت دوريات للشرطة قام أفرادها بتفرقة المتعاركين والحيلولة دون استمرارهم في ما كانوا فيه من هستيريا الاقتتال، واستغل الفوضى زبون كان يدخن الشيشة على رصيف أحد المطاعم، فهاجم كرديا كان بين الهاتفين ضد النظام السوري وأصابه بجراح، وعندها تدخل بعض العراقيين نصرة له وشاركوا في الاقتتال، وفقاً لما ذكر أحد أصحاب المحلات، فاتسعت ساحة التطاحن الطائفي، واستمر المشكل أكثر من ساعة "لكن أحدا لم يدخل إلى المستشفى والحمد لله"، طبقاً لما ذكر صاحب مطعم لبناني وهو يبدي استياءه مما حدث.
وفي اليوم التالي، أي السبت، حضر بعض الأكراد المهاجرين إلى أحد المطاعم اللبنانية في "إدجوار رود" ثانية، مطالبين صاحبه أن يدلهم على الزبون الذي لكم وركل مواطنهم المشارك بالمظاهرة وسبب له الجروح والكدمات، فأخبرهم بأنه لن يفعل إلا في حضور الشرطة، التي ما إن وصلت دورية منها إلا وروي لأفرادها بأنه لا يعرف هوية الزبون "لأنه عابر، ممن يدخنون الشيشة على الرصيف ثم يغادرون" كما قال.. لكن الفتنة التي استيقظت لم تغادر "إدجوار رود" بعد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق