اضطرت قوات مكافحة قوات الشغب الأردنية إلى اقتحام جامعة الحسين بن طلال في جنوبي الأردن بعد أن سقط أربعة قتلى في
أسوأ أعمال عنف تشهدها الجامعات الأردنية منذ عقود.
وبدأت الأحداث بعد ظهر الاثنين بمشادة كلامية بين طالبين سرعان ما تحولت إلى مشاجرة عشائرية كبرى، ومن ثم توسَّعت الى أحداث عنف طالت مناطق عدة خارج أسوار الجامعة.
وعلمت "العربية نت" أن الضحايا الأربعة الذين سقطوا في جامعة الحسين بمدينة معان (جنوبي الأردن) هم: رئيس شعبة التدريب في مركز الدراسات التابع للجامعة محمود أحمد البواب، إضافة إلى ثلاثة طلبة هم: أنس الشاعر، أمين مرجي ذيابات، ومحمد عبدالله الركيبات، فيما تم نقل أكثر من 20 طالباً آخرين إلى المستشفيات المحلية لتلقي العلاج، بينهم ثلاث حالات على الأقل في وضع خطر.
وأكدت مصادر طلابية أن قوات الدرك الأردنية اضطرت بعد ظهر الاثنين إلى اقتحام الجامعة من أجل السيطرة على أعمال العنف، ووقف نزيف الدم، حيث تم استخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء في الأحداث.
وتوسَّعت الاشتباكات العشائرية لتمتد الى العديد من المناطق خارج أسوار الجامعة، حيث أشعل مشاركون في الأحداث إطارات في الطرق المؤدية الى مدينة معان، في محاولة على ما يبدو لعرقلة وصول قوات الأمن الى المناطق الملتهبة.
وحمَّل نشطاء طلابيون الحكومةَ في الأردن المسؤوليةَ عما يجري في الجامعات من أحداث عنف، بما فيها أحداث جامعة الحسين بن طلال، حيث قال المنسِّق العام للحملة الوطنية الأردنية من أجل حقوق الطلبة الدكتور فاخر دعاس إن "الحكومة تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن انتشار ظاهرة العنف الجامعي"، مشيراً الى أن "سياسة النعامة التي اتبعتها الحكومة كان لها الدور الأبرز في تحوُّل هذه الظاهرة إلى كارثة أدت إلى فقدان أربعة من خيرة شباب هذا الوطن في جامعة الحسين وقبلها طالبين في جامعة مؤتة".
ورأى دعاس في تصريحات خاصة لـ"العربية نت" أن "السبب الرئيس لارتفاع العنف في الجامعات الأردنية هو غياب الوعي الطلابي وتعزيز الولاءات الضيقة والهويات الفرعية والانتماءات ما تحت الوطنية على حساب الانتماء للوطن، وهذا نعزوه لقانون الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانية والطلابية، وأسس القبول الجامعي وأسس المنح إضافة إلى إلغاء العقوبات بحق معظم المتسببين في المشاجرات بعد تدخل قيادات عشائرية".
وتقول أحدث الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الحملة الأردنية لحقوق الطلبة، إن عدد المشاجرات في الجامعات الأردنية شهد ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث شهدت الجامعات الأردنية 31 مشاجرة في عام 2010، ليرتفع هذا الرقم إلى 60 مشاجرة في 2011، بينما وصلت المشاجرات في العام الماضي إلى 80 مشاجرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق